من عالم الأسرار
حـارس القـرية
قصة محمود البدوى
عرفت الشيخ عبد المطلب وأنا صبى العب فى الأجران .. فقد كان حارس أجران القرية .. وأحب الناس إلى قلوب أبنائها .. وإلى قلوب الصغار منا على الأخص .
ولم يكن الشيخ عبد المطلب حارس أجران القرية وحدها بل كان حارس القرية كلها فى الواقع .
كانت الأجران تقع فى شرق القرية وتكون دائرة واسعة فى " العرصة " وكان بجوارها جسر القرية الوحيد .. ومنه يدخل الناس إلى القرية ويخرجون منها .. وكان " خص " الشيخ عبد المطلب فى قلب الأجران .. وكان يشرف على الأجران والجسر معا .
وقد كان الرجل واسع الحلم طيب القلب .. فقد كان يتركنا على هوانا نمرح ونلعب فى " العرصة " ونصعد الأجران العالية وننحدر منها .. ونجرى كقطار الصعيد ونصيح ونعوى كالذئاب ..! وهو منصرف إلى عبادته .. لايرفع رأسه عن كتاب الله ، ولايسمعنا كلمة نابية .. بل كان ينظر إلينا ويبتسم فى عطف ورقة بالغين .
ثم شببت عن الطوق ، وتركت القرية لأتعلم فى المدينة .. وفى عطلة الدراسة الصيفية كنت أعود إلى القرية ، لأعمل مع إخوتى فى الحقول .
انقطعت عن اللعب فى الأجران ، ولكننى كنت أرى " خص " الشيخ عبد المطلب كل صباح ومساء قائما وسط البرية كأنه منارة تهدى السفن فى ظلام الليل .
ولما كنت أحب القراءة .. وكان الشيخ عبد المطلب هو القروى الوحيد الذى أجد عنده مجموعة نادرة من كتب التاريخ والسيرة فقد كنت أذهب إليه لآخذ منه بعض الكتب .. وكنت أنتقى منها كتب السيرة على الأخص فقد كانت تأخذ بلبى .
وكنت أنتهز فرصة الصيف عندما ننتهى من حصد القمح فأجد متسعا من الوقت للقراءة فى هذا الفراغ الكبير من السنة فلم نكن نزرع القطن فى تلك المنطقة من الصعيد ، ولهذا كنا نمضى الكثير من أيام الصيف فى فراغ ممل ..
ثم زحفت آلات الرى الحديثة إلى هذه المنطقة وتغير الحال ، وأصبح الفلاحون يزرعون القطن والأذرة ويعملون طول السنة .
وقد كانت أحب الساعات إلى نفسى هى التى أفرغ فيها من العمل ، وأجلس فى " خص " الشيخ عبد المطلب لأطالع وأتحدث معه ..
كان قليل الكلام ، كثير التعبد ، نقيا ، تقيا .. وكان يحرس الأجران كلها وحده ويلعب حوله الأطفال من اصفرار الشمس إلى ما بعد الغروب .. ثم يتركونه إلى بيوتهم .. ويظل الرجل فى مكانه من الخص ساهرا إلى الصباح .
ولم يكن مسلحا ، ولا يخيف أحدا بهراوة أو عصا .. بل كان كل ما يملكه قلبه الكبير ، وروحانيته الجارفة التى يواجه بها الليل وحده فى تلك المنطقة المرعبة من الصعيد .
وكنت أراه وحده وأنا سائر على الجسر ، وعينه إلى الشرق .. لايعبأ مما يجرى حوله ولا يخاف ولايرهب أحدا .. فأدرك عظمة الإيمان فى النفوس وأدرك سر قوته .
وكنت إذا شعرت بالعطش وأنا عائد من الحقل أنزل عن الجسر ، وأتجه إلى " العرصة " لأشرب من " زير " الشيخ عبد المطلب . . وكان قائما بجوار الخص .
فإذا شربت وأحس بى .. أشار إلىّ بسبابته يدعونى إليه فأعرف أنه يتعبد ، وأقترب منه فى سكون ، وأجلس بجواره على القـش .. وأرقـب شفتيـه وهمـا تتمتمان فى صوت خافت ..
وأرى وجهه المشرق فى الظلام وهالة النور على غرته .. وخطوط الزمن على جبينه .. والبريق الساطع فى عينيه .. ولحيته الكثة تدور على عارضيه ، وتقى وجهه وهج الشمس ، ولفح الرمضاء .
فإذا فرغ من عبادته سألنى عما عملته فى الحقل .. ثم عاد إلى صمته وتأمله .
وكانت الكلاب تنبح فى الحقول وفى القرية .. والرصاص يدوى فى أذن الليل .. وكنت وأنا جالس معه أرى أشباحا سوداء تتحرك بعيدا .. بعيدا على شط النيل .. فأرقبها بعين ساهرة . أما الشيخ عبد المطلب فما كان يحفل بشىء من هذا كله .. كان يرسل بصره إلى أقصى الأجران ثم يرتد به .. ويعود إلى سكونه وصمته .
وكنت أنظر إلى عينيه الساكنتين .. وجبينه الوضاء ، ونظرته الشاردة إلى السماء .. وأتأمل وأفكر .. ان هذا الرجل قد نفض يده من نعيم الحياة وملذاتها .. وعاش فى عالم كونه بنفسه لنفسه .. ولقد فهم سر الحياة وعرف معنى السعادة ، ولقد استخلص من الحياة زبدتها .. ووصل إلى أعمق أسرارها ولقد مرت عليه وهو جالس فى مكانه من الخص ألوان مختلفة من الحياة والناس .. وهو باق على حاله لم يتغير ..
لقد ذهب من هذه القرية أناس إلى المدينة ، وعاشوا فيها يقامرون ، يشربون ويصخبون فى المواخير وسقط منهم من سقط فى الأوحال .. وذهب منهم من ذهب إلى غير رجعه وعاد منهم من عاد يرتدى القبعة ويدخن فى الغليون بعد أن عبر البحار !
ولكن الشيخ عبد المطلب باق على حاله لم يغير جبته ، ولم يغير مكانه من الخص .. ولم يتغير له طعام ولاشراب منذ نصف قرن من الزمان .. إنه الصورة الخالدة للفلاح المصرى الجبار الذى صارع القرون ، وكافح الاستبداد والظلم والجبروت مدى قرون وقرون من الزمان .. ذاق مرارة الحرمان فى كل عصور التاريخ حتى فى عصر النور .. ومع هذا فإن جبهة الشيخ عبد المطلب لم تتعفر بالتراب قط وما حنى رأسه لمخلوق !!
وكان على مدى البصر منه تتلألأ مدينة أسيوط بأنوارها الساطعة .. ويسطع نور " الخزان " من بعيد .. كانت المدنية تزحف هناك حيث العلم والثراء العريض .. وحيث الكهرباء والسيارات الفخمة والقصور الشامخة وتقف هنا حيث الظلام والفقر والجهالة المطبقة والأكواخ الحقيرة .
كان الظلام الكثيف يخيم .. وكانت أشجار النخيل تحتضن بيوت القرية وتطوقها من الشرق والغرب بسياج طويل من جذوعها .. وكانت الترعة تشق القرية نصفين .. وكان هذا الخط الأبيض من الماء يزحف بين البساتين كما يزحف الثعبان فى الظلام .. وكان الجسر يجاور الترعة ويكون حاجزا منيعا وقت الفيضان وعلى هذا الجسر قام خط المدنية الأول الزاحف إلى هذه القرية الصغيرة .. عمود التليفون الخارج من المركز إلى بيت العمدة .. وهو البيت الأبيض الوحيد فى القرية .
وكانت القرية جمعاء تغط فى سبات عميق .. ويظل الشيخ عبد المطلب وحده ساهرا فى الخص يحرس الأجران ، ويحرس القرية جمعاء .. فما من أحد يستطيع أن يسير على الجسر ، وهو منفذ القرية الوحيد ، دون أن يبصره الشيخ عبد المطلب .. وعندما يشعشع النور ، ويفرغ من صلاته ويفرش زكيبة .. ينام إلى الضحى .. غافلا عن كل ما حوله وتاركا كل شىء لله .
وكنت أجلس فى ظل الخص ساعة الأصيل .. وأرى عن قرب هؤلاء الفلاحين المساكين ، وهم شبه عراة حفاة يعزقون الأرض ويسقون الزرع وقد التصقوا بالأرض ومالهم عنها من فكاك ..
كانوا يعملون من مطلع الشمس إلى الغروب وأجسامهم تنضح عرقا ، وأرجلهم تغوص فى الوحل .. وما يطمع الواحد منهم بعد هذا الجهد كله فى أكثر من رغيف من الخبز الأسود وقطعة من الجبن .
ولقد خالطت هؤلاء الناس وعاشرتهم ، وحملت معهم الفأس فى قلب الحقول .. وما وجدت فيهم شاكيا ولا متبرما .. إنهم يعملون فى صبر عجيب ، وقد نفضوا أيديهم من كل رحمة تأتيهم من الأرض ، أو من السماء .. وهم يعيشون فى حذر وتوجس وريبة ، ولا يثقون بإنسان .. ويتصورون أن الكل يعمل على تحطيمهم ..
ويظل الفلاح ناصبا قامته للشمس حتى يسقط من الاعياء والجوع .. وهنا يطلب الرحمة من الموتى بعد أن يئس من الأحياء .. فيفزع إلى الأضرحة وقباب أولياء الله الصالحين .
وكانت مرساة القرية على مسافة قليلة من " العرصة " وفيها رست بعض المراكب .. وكنت وأنا جالس فى الخص ساعة الظهيرة أستمع إلى طرقات العمال الرتيبة فى هذه المراكب .. كانوا يصلحونها قبل الفيضان .. وكانوا يعملون فى جهد متواصل .. كان كل من حولى يعمل ويدور كالطاحون .. وكنت الوحيد بالقياس إلى الآخرين الذى يجد عنده وقتا للتنفس والتأمل .
وكنت أتمنى لو أعطانى الله بعض هذه القوة الجبارة ، لأحمل هذه الكتل العريضة من الخشب من اليابسة إلى الماء ، كما يفعل هؤلاء الملاحون .
كنت أجد أنا والشيخ عبد المطلب أنيسا فى عملهم المتواصل ومطارقهم التى لاتنتهى من الصباح إلى المساء .. كانوا يغنون طول النهار فإذا هبط المساء انحدروا إلى النيل وغسلوا ما علق بهم من زيت ونفط .. ثم لبسوا ثيابا زاهية ، وصعدوا فى الطريق إلى القرية .. فإذا اقتربوا منا حيونا فى بشر ومرح .. لاشك أنهم سعداء .
كان السكون الثقيل الشامل يخيم بعد ذلك .. وكنا نرى قلوع هذه المراكب تلمع من حين إلى حين فى جوف الليل الحالك .
***
وفى ليلة من الليالى خرجت من القرية قاصدا المزرعة .. فقد كنا نسقى حقل ذرة لنا ، وكان علىّ أن أسهر مع الفلاحين إلى الصباح حتى نفرغ من الحقل كله .. ومررت فى الطريق على الشيخ عبد المطلب لأشرب معه القهوة وأصلى العشاء .. إلى أن يطلع القمر .. فلم يكن من السهل على شاب مثلى أن يسير وحده فى الظلام ساعة زمانية حتى يبلغ المزرعة .
جلست بجوار الشيخ أمام الخص .. وكان الظلام دامسا .. والكلاب تنبح ، وفروع النخيل تتمايل .. والضفادع تنقنق هناك على شط النيل .
ولمحت شبحا يسير على الجسر ، وكان يمشى على مهل ، ولم يكن أكثر من سواد يتحرك فى جوف سواد .. ولما أصبح فى محاذاتنا انحدر عن الجسر ، ومضى فى طريق الأجران حتى اقترب من موضع الماء ، فوقف هناك هنيهة وهو يلهث كالمتوجس من شىء .. ثم دفع " الكوز " فى جوف " الزير " وسمع له صوت مصلصل فى هذا السكون الثقيل الشامل ، ورفع الإناء إلى شفتيه وشرب .. وتنفس .. ودار على عقبيه وتقدم من حيث أتى فى الطريق صعدا ..
وهنا صحت :
ـ من هناك ..؟
فتوقف عن السير ، وحول وجهه إلينا وظل صامتا برهة
ـ نعمان ..
قال هذا واتجه نحونا .. وكان الشيخ يفرك بعض حبات القمح بين يديه ، فلما اقترب منه نعمان ، أشار إليه ليجلس فجلس أمامه .
وكان نعمان يرتدى جلبابا أسمر ، وعلى رأسه لبدة من الصوف الأسمر كذلك ، وفى يده بندقية من أحسن طراز .. وكان شابا قوى الجسم فارع الطول حديد البصر قوى القلب ، وكان من رجال الليل فى هذه المنطقة ومن فتاكها ، وكان اسمه يتردد بعد كل حادث قتل أو سطو يقع فى هذا الإقليم ، ومع كل ما كان عليه هذا الرجل من شر وجبروت فإنه جلس أمام الشيخ عبد المطلب ، خاشعا منكس الرأس .
ونظر إليه الشيخ وسأله :
ـ إلى أين يا نعمان ..؟
ـ إلى حيث تسوقنى الأقدار .. يا عمى الشيخ ..
وخيم صمت ثقيل علينا ثلاثتنا .. وكان الشيخ يحدق فى وجه نعمان وينظر إلىّ .. ويقرأ أفكارنا ، ولكنه لايقول شيئا ، ونظرت إلى نعمان ، وعدت أتذكر أيام صباى فى القرية .. أيام كنت أصطاد السمك ، وأتسلق النخيل ، وأركب الجمال فى البرارى ، وكان رفيقى فى ذلك كله نعمان هذا بلحمه ودمه ، ولقد كان فى صباه رقيقا وادعا كالحمل ، ولكنه الآن أصبح رجلا آخر .
كان فى صباه يصطاد العصافير ، أما اليوم فهو يصطاد الرجال ، ومن الذى فعل به هذا ؟ أطرقت وفكرت ..
إن نعمان سرق فى صباه ليأكل .. وهو الآن يسرق للسرقة فى ذاتها ، انها لذته الكبرى ، وهو يغشى المدينة ويذهب إلى مراقصها ويرمى بكل ما معه من نقود تحت أقدام الراقصات .. ويشرب .. ويلعن شياطين الأرض .. وإذا مرت عليه ليلة ولم يطلق فيها رصاصة ، ولم يملأ خياشيمه برائحة البارود جن وطار صوابه !
هذا هو نعمان الجالس معنا الآن ..
قال لى الشيخ :
ـ اعمل لنا قهوة يا بنى ..
فتناولت عود ثقاب من نعمان ، وأشعلت النار فى الدريس .. وأخذت أحدق فى وجهه من خلال النار .. كان صارم النظرة قاسى الملامح .. وكان يخط بكعب بندقيته فى الأرض .
وشربنا القهوة ، وأخذ الشيخ عبد المطلب يحدثنا حتى أذن العشاء فنهض وهو يقول :
ـ قم يا نعمان إلى الماء فتوضأ وتعال لتصل معنا ..
فأطرق نعمان وبقى فى مكانه .
فأعاد الشيخ :
ـ قم يا نعمان ..
وكأنما كان صوته نذيرا من السماء ..
وصليت وراء الشيخ .. وبقى نعمان فى مجلسه .. تتساقط حبات العرق البارد على وجهه .. وما رأيته مصفرا أغبر السحنة كما كان فى هذه الساعة .
وتناول نعمان بندقيته ونهض ..
فقلت له :
ـ سأمشى معك حتى المزرعة ..
فنظر إلىّ الشيخ وقال بصوت هادىء :
ـ خليك أنت .. إلى أن يطلع القمر ..
وأذعنت لأمره ، ومضى نعمان .. وابتلعه الظلام .. وبعد قليل سمعنا الرصاص يدمدم ..
فقلت للشيخ :
ـ إنه نعمان ..
ـ أجل إنه هو ..
ومضت فترة صمت ..
وسألته :
ـ أتظنه قتل ..؟
ـ لن تراه مرة أخرى ..
وأخذ الشيخ يتعبد .. فصمت .. وأخذت أفكر فى هذا الحادث ، وأتعجب من قوله :
" خليك أنت إلى أن يطلع القمر "
ترى هل كان الشيخ يقرأ الغيب ..؟
وسهرت ذات ليلة مع الشيخ عبد المطلب إلى الهزيع الثانى من الليل .. وكان الفيضان قد بكر والنيل شديدا .. وكان أهالى البلدة يخشون على زراعة الأذرة التى فى الأراضى الواطئة من الغرق ، فأقاموا حولها جسرا قويا ..
وكان النيل يجرى على قرب منا جياشا قويا .. والخزان يهدر فى جوف الليل .. والسكون عميقا شاملا .. حتى الكلاب فى القرية هجعت ، وكفت عن النباح ..
وسمع الشيخ وهو جالس صوتا أشبه بصوت الماء فى السد .. فنهض ومد بصره .. ولم يستطع أن يبصر شيئا .
ولكنه سمع خرير الماء أكثر وضوحا ..
فجرينا مسرعين نحو السد .. ولما بلغناه رأينا الماء قد فتح فجوة فيه وانحدر منه إلى المزارع متدفقا قويا ، وذعر الشيخ .. فلو انهار السد ستغرق مزارع برمتها وهى لصغار الفلاحين المساكين .. وقد يتطور الحال وتغرق بعض منازل القرية ..
أسرع الشيخ وحمل حزمة من " البوص " وألقى بها فى الفجوة وفعلت مثله .. وجرفنا إليها التراب ، واحتبس الماء بعض الوقت ولكنه عاد بعد قليل إلى ما كان عليه واشتد .. ووضعنا حزما أخرى بين عروق الخشب القائمة فى السد ، وحملنا إليها أكواما من الطين ، ولكن جهودنا كلها كانت عبثا فقد كان الماء قويا ، يجرف كل شىء فى طريقه ، وكانت الفجوة تتسع بعد كل لحظة وأخرى ..
وعرف الرجل مقدار الخطر الذى سيحل بالقرية .
فقال لى :
ـ أسرع إلى القرية .. وهات النجدة ..
وجريت مسرعا .. وكنت أسمع وأنا أعدو صراخ الشيخ عبد المطلب فى جوف الليل الساكن .
***
ولما عدت بالرجال .. كان الماء يتدفق كالسيل .. وكان جزء من السد قد انهار ..
ووجدت الشيخ عبد المطلب راقدا هناك دون حراك تحت عروق الخشب عند الجزء المنهار ..
فأدركنا أنه رقد بجسمه فى الفجوة ليحبس الماء إلى أن يحضر الفلاحون .. ولكن الماء كان قويا فانهار به السد وسقط فوقه ..
كان وجهه ساكنا .. وعلى شفتيه ابتسامة من فرغ من عمل عظيم ..
================================
نشرت فى مجموعة العربة الأخيرة لمحمود البدوى عام 1948
================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق